أُسطورة قران الإلهة عشتار ـ إنانا ـ بدوموزي ـ تَمُّوز ـ
من الأساطير السومرية العائدة لمنتصف القرن الثالث قبل الميلاد
+++
يتقدم كلٌّ من دوموزي واكيمدو إلى شمش (اوتو) لخطبة أُخته عشتار (إنانا) وهاهو شمش يقترح على أُخته أَن تختار من هو أَكثر نفعاً للبشر علماً أنه كانَ يعتقد أن الراعي دوموزي هو أنفعُ من الفلاح انكيمدو
+++
ـ أخاها البطل، المحارب أوتو
يقول لإنانا الطاهرة
يا أُختاه دعي الراعي يتزوجك
يا إنانا العذراء، علامَ أنْتِ راغِبةٌ عنه؟
إنَّ زبده طيبٌ، وحليبه لذبذٌ
وأي شيءٍ مسته يد الراعي يُصبحُ زاهياً
يا إنانا، دعي الراعي دوموزي يتزوجك
أَنت يا من تتحلين بالجواهر علامَ عُزوفَكِ؟
سيشاركك أَكْلَ زبده الطَيْبِ
فيا حامية المُلْكِ لماذا لا تقبلين؟ ـ
أجابت إنانا بالرفض وصممت أنْ تتزوج الفلاح أنكيمدو :
ـ أنا لن يتزوجني الراعي
وبحِلَّتِهِ الجديدةِ سوفَ لا يكسوني
وصوفهِ الناعمِ سَوْفَ لا يُغَطيني
أَنا العذراءُ، الفلاحُ سَيَتَزوجُني
الفلاحُ الذي يجعَلُ النباتاتِ تنمو بوفرَةٍ
الفلاح الذي يجعلُ الحبوبَ تنموبغزارة ـ
: فأدلى دوموزي بِدِفاعه وقارَنَ نَفْسَهُ بالفلاحِ
ـ الفلاحُ أفضَلُ مني ؟ الفلاحُ أفضلُ مني ؟ ما عِنْدَ الفلاحِ أكثرَ مني ؟
أنكيمدو، صاخبُ السَّدِ والساقيةِ والمحراثِ
أفضلُ مني ؟ فماذا عند الفلاحِ أكثرَ مني ؟
إذا ما أعطاني حِلَّته السوداء
أعطيته نعجتي السوداء بدلاً عنها
إذا ما أعطاني حِلَّته البيضاءَ
أعطيته نعجتي البيضاء بدلاً عنها
إذا ما سَكَبَ لي جعته المفضلة
قدمت للفلاح لبني الأصفرَ بدلاً
إذا ما صَبَّ لي جعته الجيدة
فسأُعطيه لبني الكسم بالمقابل
وإذا أدارَ جعته المخففة
أدرت له لبني النبات مقابلها
وإذا ما أعطاني من أطايبه
فسأعطي الفلاحَ لبني اتردا
وإذا قَدَمَ لي خُبزَه الطيب
فسأعطي الفلاحَ جبني الحلو بدله
وإذا ما قدم لي فوله الصغير
قدمت للفلاح جبني الصغير بدله
وبعد أنْ آكُلَ وأشْرَبَ كفايتي
سأبقي له الزُبد الفائض
وسأُبقي له الحليب الزائد
الفلاحُ أفضلُ مني ؟ ماذا عنده أكثرَ مني ؟ ـ
هاهو دوموزي وقد نجح في إقناع إنانا بالزواج
ـ لقد اِبتهج، على طين الضفة اِبتهج
إنَّ الراعي على ضفة النهر اِبتهج
وفوق ذلك ساقَ الراعي غَنَمَه على ضفة النهر
وإلى الراعي الذي يمشي ذهاباً وإياباً عند الضفة
اِقترب الفلاحُ، اِقترب الفلاحُ من الراعي
الفلاح أنكيمدو قد اِقترب
الفلاحُ مَلِكُ السَّدِ والجدولِ في سهله
لقد شرَعَ الراعي في سهله يخاصمه
الراعي دوموزي في سهلةٍ بدأَ يخاصمه ـ

لكن أنكيمدو يرفض الخصام ويسمح لدوموزي أن يرعى قِطعانه : في أَيَّةِ بقعةٍ شاءَ من أراضيه
ـ أيها الراعي لماذا أُخاصمكَ
دَعْ أَغنامكَ تأكُلُ عُشْبَ الضَفْة
وفي الأراضي المزروعة دع أَغنامك تسرح
وفي حُقولِ أوروكَ الخضراء فلتأكلِ الحُبوبَ
ودع أجدائكَ وحملانِكَ تشْرَبُ ماءَ جدوَلي اونون ـ

رضِيَ تَمُّوزُ من كرم الفلاحِ فدعاه كصديقٍ إلى حَفلِ عرسِهِ
ـ أنا الراعي عساكَ تحضرُ حفلَ عرسي
أيها الفلاح عساكَ تُحْسَبُ لي صديقاً
أيها الفلاح أنكيمدو لِتَكُن من أصدقائي ـ
اِنشرح قلب أنكيمدو وعرض على دوموزي وأنانا بعض الطَيْباتِ : من إنتاجِ مزرعته هدية العرس
سأُقدم لك قمحاً، سأُحضرُ لك فولاً
سأُحضرُ لك عدساً
وإليكِ أيتها العذراءُ إنانا مهما أَرَدْتِ
أَيتها العذراء سأُقدمُ لكِ

وهكذا تزوج دوموزي الراعي من الإلهة إنانا ـ عشتار ـ لكن هذا الزواج سيكونُ
السبب في هلاكه في الجحيم وذلك عندما نزلت زوجته إلى العالم السفلي لتنتزع سلطانَ أختها أريشكيغال لكنها فشلت وكان ثمن عودتها من عالم الأموات أن تُسَلِّم بديلاً عنها ؛ البديل الذي اختارته كان زوجها المسكين دوموزي ـ تَمُّوز ـ
مصدر النص : المثولوجيا السورية ـ أساطير آرام ـ للدكتور وديع بشور.  الطبعة الثانية صفحة 231 ـ 234

Poésie et littérature arabe (الشعر والأدب العربي)



aly-abbara.com
avicenne.info
mille-et-une-nuits.com
Paris / France