مقامات الحريري
المقامة الحلبية ـ Maqama d'Alep ou Alépin - 46 ـ
+++
قالَ الحارث : نزع بي شوق غلب إلى حلب، فقصدتها وحمدت الإقامة بها، ثم هتف بي هاتف إلي أن أقصد حمص فسرت إليها، وبينما أنا أتجول في طرقها، لمحت شيخاً أدبر عنه الزمان وحوله عشرة صبيان، فحدثتني نفسي أن أعرف خبر هذا المجتمع، وقصدت إلى الشيخ وحييته وجلست، فقال لأكبر الصبيان : قم يا بني وأنشد عمَّك، فوقف الغلام وأنشد أبياتاً، ثم قال لمن يليه : قم وأنشد، فقام وأنشد أبياتاً، ثم قال لمن يليه قم وأنشد... وهكذا حتى أنشد عاشرهم، فعجبت من فصاحتهم، ثم تأملت شيخهم طويلاً حتى عرفت أنه أبو زيد، فسلمت عليه ثم قلت : ما الذي دفعك لأن تعيش في هذا البلد البعيد، وليس فيهم رجلٌ رشيد، فقال إن التعليم أشرف صناعة وأربح بضاعة، وقد أخذت على نفسي أني لا أحلُّ بلدً إلا اَشتغلت بالتعليم، ورجوت الثواب من الحكيم العليم. فأعجبني منهجُه، وأقمت معه ثم فارقته عائداً إلى حلب
+++
موجزٌ تم اِستخراجه من كتاب [فن الواسطي من خلال مقامات الحريري] للدكتور ثروت عكاشة. دار الشروق ـ قيلوب ـ مصر ـ 1992

Poésie arabe (الشعر العربي)
Page créée par Dr Aly Abbara

aly-abbara.com
avicenne.info
mille-et-une-nuits.com
Paris / France