| ودنيا لا نَودُّ لها انتقالا |
|
حياةٌ ما نُريدُ لها زِيالا |
|
| عُصارتُه ، وإِن بَسَطَ الظلالا |
|
وعيشٌ في أُصول الموتِ سُمٌّ |
|
| وإِن خيلَتْ تَدِبُّ بنا نِمالا |
|
وأَيامٌ تطيرُ بِنا سحاباً |
|
| ونسمِعها التبرُّم والملالا |
|
نَريها في الضمير هَوىً وحُبَّا |
|
| طوالٌ حين نقطعها فعالا |
|
قِصارٌ حين نجري اللهوَ فيها |
|
| زحامُ السوءِ ضيَّقها مجالا |
|
ولم تضق الحياةُ بنا ، ولكنْ |
|
| ولكنْ سابقوا الموتَ اقتتالا |
|
ولم تقتل براحتها بَنيها |
|
| وإَخلاصاً لزادتهم جمالا |
|
ولو زاد الحياة الناسُ سعياً |
|
| |
** |
|
|
| لأَهل الواجب ادَّخر الكمالا |
|
كأَن الله إِذ قَسَم المعالي |
|
| ولوعاً بالصغائر واشتغالا |
|
ترى جِدَّاً ، ولست ترى عليهم |
|
| ولكنْ أَنْعَمَ الأَحياءِ بالا |
|
وليسوا أَرغَد الأَحياءِ عيشاً |
|
| وإِن قالوا فأَكرمُهم مَقالا |
|
إذا فعلوا فخيرُ الناس فعلاً |
|
| دماً حُرَّاً ، وأبناءً ، ومالا |
|
وإنْ سأَلتْهُمو الأَوطانُ أَعطْوا |
|
| |
** |
|
|
| أَهاب بدمعه شَجَنٌ فَسالا |
|
بَني البلدِ الشقيقِ ، عزاءَ جارٍ |
|
| وأضحى اليومَ بالشهداءِ غالى |
|
قضى بالأَمس للأَبطال حقاً |
|
| أَكان السَلْمَ أَم كان القتالا |
|
يُعَظِّم كلَّ جُهدِ عبقريٍّ |
|
| كأَرحَمِ ما يكون البيت آلا |
|
وما زلنا إِذا دَهَت الرزايا |
|
| ولا أَنسى الصنيعةَ والفَعالا |
|
وقد أَنسى الإِساءَة من حسودٍ |
|
| ووفدَ المشرقين وقد توالى |
|
ذكرتُ المِهْرَجانَ وقد تجلَّى |
|
| وقد جُلِيَتْ سماءً لا تُعالى |
|
وداري بينَ أَعراس القوافي |
|
| من الأَحرار تحسبه خيالا |
|
تسلَّلَ في الزحام إِليَّ نِضْوٌ |
|
| وبلَّغني التحية والسؤالا |
|
رسولُ الصابرين أَلمَّ وهْناً |
|
| أَحسَّتْ راحتاي له جلالا |
|
دنا مني فناولني كتاباً |
|
| وكان الأَصلُ في المِسكِ الغزالا |
|
وجدتُ دمَ الأُسودِ عليه مِسْكاً |
|
حَواميمٌ على رَقِّ تتالى |
|
كأَن أَساميَ الأَبطالِ فيه |
|
| وغَنَّوها الأَسِنَّة والنِّصالا |
|
رواةُ قصائدي قد رتَّلوها |
|
| فكانت في الخيام لهم نِقالا |
|
إِذا ركزوا القنا انتقلوا إِليها |
|
| |
** |
|
|
| خرجتم تطلبون به النِّزالا |
|
بَني سوريَّة ، التئموا كيومٍ |
|
| وعنكم : هل أَذاقتنا الوِصالا ؟ |
|
سَلو الحريةَ الزهراءَ عنَّا |
|
| عراقيبَ المواعِدِ والمِطالا ؟ |
|
وهل نِلْنا كلانا اليومَ إِلا |
|
| دماً صَبَغَ السباسبَ والدِّغالا |
|
عرفتم مهْرَها فمهرتموها |
|
| هَوادِجها الشريفةَ والحِجالا |
|
وقمتم دونها حتى خضبتمْ |
|
| يقول : الحربُ قد كانت وَبالا |
|
دعوا في الناس مفتوناً جباناً |
|
| فتسمع قائلاً : ركبوا الضلالا ؟ |
|
أَيطلب حقَّهم بالروح قومٌ |
|
| وصفُّا لا يُرَقَّعَ بالكسالى |
|
وكونوا حائطاً لا صدعَ فيه |
|
| فليس السلم عجزاً واتِّكالا |
|
وعيشوا في ظلالِ السلم كدًّا |
|
| وخيرَهما لكم نصحاً وآلا |
|
ولكن أَبعَدَ اليومين مَرِمىَ |
|
| ولا الدمُ كلَّ آونةٍ حلالا |
|
وليس الحربُ مَرْكَبَ كلَّ يومٍ |
|
| |
** |
|
|
| بظاهر جِلَّق رَكِبَ الرمالا |
|
سأذكر ما حَييتُ جدارَ قبرٍ |
|
| يذكر مصرَعَ الأَسدِ الشِّبالا |
|
مقيمٌ ما أقامت ميسلونٌ |
|
| كما توحي القبورُ إِلى الثَّكالى |
|
لقد أَوحى إِليَّ بما شجاني |
|
| وأوَّلُ سيِّدٍ لَقيَ النِّبالا |
|
تَغَيَّبَ عظْمةُ العَظَماتِ فيه |
|
| من الإِخلاص ، أَو نصبوا مِثالا |
|
كأَن بُناتَهُ رفعوا مَناراً |
|
| تَهاب العاصفاتُ له ذُبالا |
|
سراجُ الحقِّ في ثَبَجِ الصحارى |
|
| وتنشَقُ من جوانبه الخلالا |
|
ترى نورَ العقيدةِ في ثراه |
|
تجرُّ مَطارِف الظفرِ اختيالا |
|
مشى ومَشَتْ فيالقُ من فرنسا |
|
| ووجهَ الأَرضِ أسلحةً ثِقالا |
|
ملأَنَ الجوَّ أسلحةً خِفافاً |
|
| فما حفل الجنوب ولا الشَّمالا |
|
وأَرسَلْن الرياحَ عليه ناراً |
|
| من النيران أَرجَلَت الجِبالا ؟ |
|
سلوه : هل ترجَّل في هبوبٍ |
|
| فلما زال قرصُ الشمس زالا |
|
أَقام نهارَه يُلقي ويَلْقى |
|
| ولست تَرى الشَّكيمَ ولا الشِّكالا |
|
وصاح : ترى به قَيْدَ المنايا |
|
| وغُيِّب حيثُ جال وحيثُ صالا |
|
فكفِّن بالصوارم والعوالي |
|
| سمِعْتَ لها أَزيزاً وابتهالا |
|
إِذا مرَّتْ به الأَجيالُ تَتْرى |
|
| وحلَّق في سرائرهم هلالا |
|
تَعلَّق في ضمائرهم صليباً |
|
| |
** |
|
|